بســــم الله الرحمن الرحيم
سألته أخــي الحبيب! هل تريد الجنه ؟
أجاب : ومن منا لا يريد الجنه ؟ .. ومن منا لا يريد النعيم المقيم؟.. من منا لا يريد المتعــه الدائمــة، واللذات المتواصلة،التي لا تنفي ولا تنقطع؟
قلت : إذن .. فلماذالا تعمل العمل الصالح الذي يوصلك الى الجنة؟
قال : إن طريق الجنة شاق.. طويل ..ملئ بالعقبات والأشواك وأنا ضعيف لا أصبر على تعب هذا الطريق ومشقته !
قلت أخي : إذا كنت لا تستطيع الصبر على طاعة الله ، والصبر عن معصيتــه في الدنيا ، فكيف ســتصبر
إذن على نار جـــهنم في الآخــرة إذا كنت من أهلها والعياذ بالله ؟
قال : هذا ما يؤرقني ، ويجعلني في حيرة من أمري ولكنــي لا أعرف ماذا أفــعل ومن أيــن أبدأ .. وقد
قطعــت شــوطا كبيــرا في طريق المعــاصي والمحــرمات..
قلت : سأدلك على طريق مختصــر، يوصلك إلى الجنــة ، وهذا الطريق سهل يســــير ، لا تعــب فيه ولا
نصــب ، ولا مشـــقة فيه ولا حرج..
قال : دلنـي عليــه يرحمــك الله .. فإني ما زلت أبحث عن هذا الطريـق الســهل اليسـيـر . .
قلت : هذا طريق الممهـد بينه الإمام ابن القيــم رحمه الله في كتابه (( الفوائد )) حيث قال : (هلــم إلى
الدخول على الله . . ومجاورته في دار الســلام . . بلا نصــب . . ولا تعــب . . ولا عنـاء . .
بل من أقــرب الطــرق وأســهلــها . .
وذلــك أنك في وقــت بيـن وقتــين . . وهو في الحقــيقـة عــمرك . . وهو وقتـك الحاضــر . . بين
مامـضى وما يســتقبل . .
فالذي مـضى . . تـصلحه بالتوبة والندم والاســـتغفار .. وذلك شــئ لا تعــب عليــك فيــه ولا نـصب
ولا معاناة عمـل شــاق . . إنـما هو عمــل قـلــب . .
وتمتنــع فيمــا يســـتقبل من الذنـوب . . وامتناعك تـرك وراحــة . . ليـــس هو عمــــــلا بالجـوراح
يشــق عليــك معاناته . . وإنــما هو عــزم ونــية جازمــة . .
تريح بدنـك وقلبك وســرك . .
فما مضــى تصــلحه بالتوبه . . وما يســتقبل تصــلحه بالامتناع والعزم والنيــه . . وليـس للجوارح
في هذين نصـب ولا تعــب . .
ولكن الشــأن في عمــرك . . وهو وقتـك الذي بين الوقتين . . فإن أضــعته ؛ أضـعت ســعادتك
ونجـاتـك . . وإن حفظـته مع إصــلاح الوقتين اللذين قبله وبعده بما ذكر . . نجوت وفزت بالراحة
واللـذة والنعــيم . . [ انتهى]
فهــذا هو طريق الجنـة اليســير ، توبه مما مضــى ، وعمــل صالح وترك للمعاصي فيما بقى ،
وأذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ! ) قالوا ومن يأبى
يا رسول الله ؟ قال : ( من أطاعنـي دخـل الجنة ، ومن عصـاني فقـد أبى ) رواه البخاري .
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الجنــة أقرب إلى أحدكم من شـرك نعله ، والنار مثل ذلك )
متفق عليه.*